الاعتبارات الرئيسية: الانتقال من المساعدات العينية إلى المساعدات النقدية في لبنان وسوريا

تدعو الوكالات الإنسانية والجهات المانحة بشكل متزايد إلى استخدام المساعدات النقدية، مع الاعتراف بمرونتها وقدرتها على تمكين المجتمعات المتضررة. وقد كانت كل من الصفقة الكبرى وشراكة التعلم النقدي في في طليعة التشجيع على دمج برمجة المساعدات النقدية في الاستجابات الإنسانية المعيارية.¹ ونظراً إلى التعقيدات المتطورة للأزمات، فإن الوعي بكيفية تنفيذ هذه البرامج محلياً، وتفاعلها مع الوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في سياقاتها الخاصة، أمر بالغ الأهمية. غالبًا ما يتم تنفيذ المساعدات النقدية بالتزامن مع أشكال أخرى من المساعدات- مثل المساعدات العينية وتقديم الخدمات- مما يبرز أهمية اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب لتلبية الاحتياجات المتنوعة ومتعددة الطبقات للفئات السكانية المستضعفة.²

ويبحث هذا الموجز الذي تعده منصة العلوم الاجتماعية في العمل الإنساني الدور الذي تلعبه المساعدات النقدية، وتأثيراتها على الجهود الإنسانية ضمن البيئات المعقدة في لبنان وسوريا. ويهدف الموجز إلى توفير فهم سياقي للمساعدات النقدية- فيما يخص الإمكانات والتحديات، وبما يشمل كيفية عمل هذه البرامج بجانب نهج أكثر تقليدية لتقديم المساعدات.^3،4 وغالبًا ما يتعين على الفاعلين الإنسانيين التغلب على العقبات اللوجستية مثل الوصول إلى الخدمات المالية، والتحقق من المستفيدين، بينما يشهدون الأثر المباشر للتضخم وعدم استقرار الأسواق على القوة الشرائية للأسر المتلقية للمساعدات النقدية. وتسلط منظوراتهم الضوء على أهمية تكييف استراتيجيات المساعدة مع السياقات المحلية، مع التأكيد على أن ما ينجح في منطقة معينة قد لا يكون قابلاً للتطبيق في منطقة أخرى.

يقدم هذا الموجز دراسات حالة وبيانات من لبنان وسوريا، بجانب وجهات نظر العاملين في الميدان. ويستند إلى الأدبيات الأكاديمية والرمادية، بما في ذلك التقارير الصادرة عن المنظمات غير الحكومية الرائدة والوكالات الحكومية. كما أن الأدلة مدعومة باستشارات ونقاشات غير رسمية تم إجراؤها مع أصحاب المصلحة المشاركين في برامج المساعدات النقدية في لبنان وسوريا.