الاعتبارات الرئيسية: الاستجابات الإنسانية للمجاعة والحرب في السودان
تعاني جمهورية السودان من مجاعة كارثية. فالبلد بأكمله يواجه أزمة غذاء أو حالة طوارئ غذائية. ففي شهر يوليو 2024 أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة في مخيم زمزم للأشخاص النازحين داخلياً في شمال دارفور بالقرب من الفاشر، حيث ما بين 500،000 إلى 800،000 شخصاً يعيشون في هذا المخيم.1 كما أبلغ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن 755،000 شخصاً في السودان سيكونون في مستوى الكارثة (المرحلة الخامسة حسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في الفترة الممتدة حتى سبتمبر 2024، بينما يواجه 25.6 مليون شخص ظروفاً متأزمة، وهي أسوأ مستويات الأمن الغذائي المسجلة من قبل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في السودان على الإطلاق.2 والأزمة الإنسانية الكبيرة التي أصابت السودان قد تفاقمت بسبب الحرب الاهلية القائمة، والتي تحارب فيها القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع، ويقوم كلا الطرفين باستخدام الجوع كسلاح.
تولد كل أزمة إنسانية في النهاية مجموعة من "الدروس المستفادة"، والتي غالبًا ما يتم عرضها في التقييمات ذات الصلة. إلا أنه هناك احتمالية لوجود "الدروس غير المستفادة"، وهو عنوان لمقالة حول حفظ السلام كتبها ماتس بردال.3 ومن الصحيح بأن الدروس ذات الصلة غالبًا ما تكون بعيدة كل البعد عن الوضوح أو الاتفاق عليها. ولكنه من الواضح بأن بعض الدروس المهمة الناتجة عن الأزمات السابقة لا يتم أخذها في الاعتبار بشكل كافٍ، حيث تتبع الأزمة أزمة أخرى. كما ينبغي لنا أيضاً أن ندرك بأن العاملين في المجال الإنساني ليسوا لوحدهم الذين يحاولون تعلم الدروس من الأزمات الإنسانية: فالأشخاص الذين يتلاعبون في هذه الأزمات، ويروجون لها، يتعلمون الدروس حول الطرق المثلى للقيام بذلك. وهناك سؤال مهم هنا: من الذي يتعلم بشكل أسرع؟ فالبقاء على قيد الحياة على المدى القريب والبعيد بالنسبة للشعب السوداني يعتمد على إمكانية الحكومات المعنية تعلم الدروس بشكل أسرع من المجموعات المسلحة المسيئة. ومن دواعي القلق الأخرى أن ممارسة "تعلم الدروس" ربما أصبحت في حد ذاتها نوعا من الطقوس التي تؤمن نظام العمل الإنساني ضد تهمة الرضا عن النفس، بينما لا يتغير النظام نفسه بشكل كبير.
ويوفر هذا الموجز معلومات أساسية للمنظمات الإنسانية حول خلفية الحرب الأهلية القائمة في السودان، والعوامل التي ساهمت في خلق المجاعة. كما يستعرض الموجز استجابات الأزمة الإنسانية، ويسلط الضوء على أسباب عدم حصول المدنيين على الحماية المناسبة، والأسباب وراء عدم كفاية الإغاثة. كما يحدد الموجز فرصًا للتصدي للعقبات أو القيود التي تعيق الإغاثة الإنسانية. كما أن الموجز والاعتبارات الرئيسية تم استيفاؤها عبر استشارات مع خبراء نشطين، أو من هم على دراية بتاريخ السودان والعمل الإنساني في السودان، بالإضافة الى خبرة المؤلف نفسه، والأدبيات الأكاديمية والرمادية.
History
Publisher
Institute of Development StudiesCitation
Keen, D. (2024). الاعتبارات الرئيسية: الاستجابات الإنسانية للمجاعة والحرب في السودان. Social Science in Humanitarian Action Platform (SSHAP). www.doi.org/10.19088/SSHAP.2024.071Series
SSHAP BriefingVersion
- VoR (Version of Record)